الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

القاهرة تنتهك القانون الدولي بإغلاق معبر رفح



قال الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري السابق أستاذ القانون الدولي، إن القاهرة تنتهك اتفاقيات جنيف بإغلاقها معبر رفح الحدودي مع غزة، واعتبر أن إغلاقه يعكس موقفاً سياسياً لا قانونياً، محذراً من "حرب أهلية فلسطينية تتورط فيها مصر في حال إسقاط حكم "حماس" وتمكين فتح بالقوة الصهيونية".

وقال الأشعل "إن مصر انتهكت الاتفاقية ثلاث مرات، الأولى بامتناعها عن فك الحصار عن الفلسطينيين لتكون قد ساعدت طرفاً دوليا هو "إسرائيل" على تهديد حياة مدنيين أبرياء، بما يتناقض مع بنود الاتفاقية التي تلزمها بالتصدي لأي طرف دولي ينتهكها".

أما الانتهاك الثاني كما يقول الأشعل فيتمثل في مباشرة القاهرة "لفعل الانتهاك، متمثلا في تقاعسها عن نجدة طرف دولي وقع عليه الانتهاك"، وأخيراً بالتنصل من مسؤولياتها إزاء "إقليم حبيس" لا يملك منفذا غير الأراضي المصرية.

إسقاط "حماس"

وأكد في تصريحات لموقع "الجزيرة نت" نشرتها اليوم الأحد (4/1) أن اتفاقية المعابر الموقعة عام 2005، التي تتذرع بها القاهرة لإغلاق المعبر، غير ملزمة لمصر لأسباب ثلاثة، هي "أن القاهرة ليست طرفاً فيها، ولأنها انتهت بعد 6 أشهر من سريانها بنص الاتفاق ولم تجدد، ولأنها تتعلق بالجانب الفلسطيني وليس المصري من معبر رفح".

وشدد على أنه ليس على مصر أي التزام وأن لها السيادة الكاملة على معبر رفح من الجهة المصرية، أما الجانب الآخر فلا علاقة لها به، وأضاف أن مصر تستطيع وضع الضوابط اللازمة فقط لدخول الفلسطينيين إلى أراضيها عبر المعبر.

ويرى الأشعل أن القاهرة تتخذ موقفا سياسيا معاديا لحماس "وتحشد له من الحجج والأكاذيب"، مذكرا بأن الرئيس المصري "قطع بعدم فتح معبر رفح، لأنه متأكد من أن فتحه يجهض المحاولة "الإسرائيلية" لإسقاط حكم "حماس" في غزة".

وتابع أن القيادة المصرية "تتبنى منذ فترة موقفا داعما للمشروع الصهيوني الأميركي وتقود محور الاعتدال العربي، لأسباب ترتبط بالخوف من نجاح التجربة الإسلامية في فلسطين، وامتدادها إلى مصر المجاورة متمثلا في جماعة الإخوان المسلمين".

تشويه

وردا على المخاوف التي ساقها مسؤولون مصريون من دخول أسلحة ومتفجرات من غزة إلى مصر عبر المعبر، قال الأشعل "سمعنا هذا الكلام عندما حدث الاقتحام في يناير/ كانون الثاني، لكن لا أعتقد أنه صحيح، مصر تحاول دفع تهمة التخاذل والمشاركة في حصار غزة بتشويه صورة "حماس"، وكلها تبريرات لم تعد مقبولة عن رجل الشارع البسيط".

وانتقد الدبلوماسي السابق مواقف وتصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، واعتبر أن أداءه منذ بدء العدوان وحتى قبله "أضر بموقف مصر"، وزاد أن تصريحاته ساهمت في اتهامات مصر بالتواطؤ مع الاحتلال في ضرب غزة. وقال "إما أن مصر متواطئة بالكامل بل وتنسق مع الجانب "الإسرائيلي"، وإما أن أداء السيد أبو الغيط أعطى الانطباع بذلك".

وعن المعلومات المتواترة بترتيبات تجري بين مسؤولين أمنيين مصريين وآخرين فلسطينيين في القاهرة لترتيب الأوضاع في غزة بعد إسقاط "حماس"، قال الأشعل "هذا أمر ليس مستبعداً، القاهرة دربت الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني أبو مازن، كما أنها تنتظر بفارغ الصبر سقوط حكم "حماس" وعودة حلفائها إلى غزة